ذات ليلة من ليالي الخريف الباردة أحسست بالوحدة..
وأطرقت برأسي إلى نافذتي الخشبية.....
أنظر إلى تلك النجوم الغائرة في كبد السماء..... وأتذكر إلى أياماً طويتها وتمنيت زوالها ..
فأحمد صبحها ومسائها وبساطت عيشها وهدوء البال فيها .............
من أجل هذا لاينسى صديق الصبا ولا يسلى القلب عن أول حبيب ....
فترنا نحمل في طيات أنفسنا ذلك الماضي بمأساته وبجماله ونحاول أن نستعيده ولكن .....
ذلك الماضي الذي كان ..... أصبح جزاءً منا .... أصبح قطعة من قلوبنا .....
من أجل ذلك ترنا نبكي على الهين بدموعاً نذرفها على الجليل ونركز إلى الحاضر وإن كان فيما وراءه حزن وسعادة .... نعم أطرقت برأسي إلى تلك النافذة التي هي كل ماأملك من جمال الماضي .... نعم أطرقت
أنسج بخيالي أحلاماً من الماضي..... وأعيد صياغتها بلغة الحاضر و فكر المستقبل الباسم..
لم يكن هناك سوى صوت أوراق البردا الذي يلف البحيرة التي يقع كوخي على ضفافها .
تلك البحيرة التي كانت شاهدة على أعظم لحظات حبي الخالد......
كانت بيدي رسائلها ...أقرئها .....أتأملها ....أغوص في أعماقها اللامتناهية...
نعم..!!!
.كنت مع كل سطر أقرأه أشاهدها ماثلة أمامي .
كانت تسأالني وكنت أدع الجواب لأناملي وأطلق العنان لفكري
بأن يرحل مع الكلمة لينسج لها أرق العبارات وأعذب الكلمات ...
كنت أغرس ريشة قلمي في قلبي لتعبر لها عن لوعتي بالحنين إليها ... والإشتياق إلى شفتيها
ذات مساء..
.وعندما كنا نجول في أطراف المكان قطفت لها وردة حمراء قانية .... وردة جورية قد أخجل قطر الندى خديها
نظرت إلي بدهشة وكان هناك سؤال يرتسم على محياها ولكنها كانت تعجز عن التعبير عنه؟؟
أمسكت بيدي فأحسست بأناملها تحترق فأحترق قلبي معها ...
وفجأه قالت لي أخبرني يا سيدي عن معني الدمعة وإلى ماذا ترمز القبلة ........؟؟
أطرقت برأسي قليلاً اإلى الوراء وتنفست بتنهيدة لو سمعها عاشق لصعق من هول ما بداخلي ....
كانت الكلمات تتلاطم في مخيلتي!!
وكانت الصور تتداخل في ذهني...!!
ياإلهي بماذ أجيب عن هذا؟؟... ماذ أقول لها...... ...؟؟؟؟؟؟
إستجمعت قواي وقولت لها وأنا مغمض العينين وكأني أرسمها أمامي ......
القبلة ياسيدتي
هي النقطة المرقومة تحت باء الحب وهي الوعد الصادق الذي لاريب فيها!!
وهي الميثاق الذي يعطى عن قرب.. وهي الطريق لتذوق طعم الحب عن طريق النفس...
وهي اللحظة التي تدوم حلاوتها ويقصر زمنها .....لها دوي النحل وحلاوة الشهد..........
أما الدمعه....... فهي ..
حياة العاشق..و فرحة الموجوع.. وعلامة الوفاء .. وأنين المعذب ..
هي بنت العين.. العين التي تغمر دمعتها بكل حنان ورفق..
تفعل المستحيل كي لا تهدرها.. وإن سقطت لا محالة تسيل لتروي قلباً عطشاً.. وتطفئ ناراً ملتهبة.. ..
إن الدموع أغلى ما في الحب.. والحب من غير عذاب كالوردة بغير رائحة..
قولت هذه الكلمات.. وأعطيتها وردة حمراء قانية ..
ورحلت.. وتركت خلفها شبحاً يجوب أجواز الفضاء لايدري ماذا أصاب قلب المسكين ؟؟
إستيقظت..
نهضت من فراشي..
لأرى على حافة نافذتي أجمل وردة في الوجود..
تملك أجمل رائحة عطـــــــــــــــرة!!!!
سقيتها بدمعتي الملتهبة وأنا........أبتسم
منقوووووول